سلسلة الدار الآخرة 3- الموت وما بعد الموت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله 
قد يعتقد الكثير من الناس أن الموت وما بعد الموت هو الفناء والزوال ولا حياة بعده ولا يعرفون أن الموت هو مجرد طريق أو ممر ينقلك من الحياة الدنيا الفانية القصيرة إلى الدار الآخرة الباقية الخالدة
فتعالوا نتعرف على هازم اللذات ومفرق الجماعات الموت وما بعد الموت

سلسلة الدار الآخرة 3- الموت وما بعد الموت
سلسلة الدار الآخرة 3- الموت وما بعد الموت

علامات موت الانسان

هل للموت علامات نعم ومن اول علامات موت الانسان هي مولده فكل مولود لابد ان يأتيه الموت وكل مخلوق في هذه الدنيا لابد له أن يذوق الموت ومن علامات الموت الشيب ومن علامات موت الانسان المرض ومن اهم علامات موت الانسان موت الأقارب والجيران فإذا نمت على فراش الموت تبدأ الروح في الخروج من الجسد من القدمين إلى الأعلى فإذا خرجت تبعها البصر هذه المدة هي التي تعاني فيها من سكرات الموت

سكرات الموت وما بعد الموت

في البداية لن يعفى أي مخلوق من سكرات الموت قد يخفف الله عن بعض عباده المؤمنين الصالحين لكن الكل سيعاني من سكرات الموت لذلك حين مرض رسول الله مرض الموت كان يعاني من هذه السكرات
عن السيدة عائشة ان رسول الله كان يُدْخِلُ يَدَيْهِ في المَاءِ فَيَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ، ويقولُ: “لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، إنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ”، ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ، فَجَعَلَ يقولُ: “في الرَّفِيقِ الأعْلَى”، حتَّى قُبِضَ ومَالَتْ يَدُهُ” صحيح البخاري

سكرات الموت في القرآن الكريم 

وصف الله سكرات الموت في القرآن في أربع مواضع كأنها تتكلم عن المراحل التي يمر بها الإنسان عند الموت
لذلك قال الله تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [سورة ق: 19]
كذلك قال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ] [سورة الانعام: 93]
وقد قال الله تعالى عن سكرات الموت: {كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق} [القيامة: 26-30]

كذلك قال الله تعالى: {فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ وَأَنتُمۡ حِينَئِذٖ تَنظُرُونَ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ فَلَوۡلَآ إِن كُنتُمۡ غَيۡرَ مَدِينِينَ تَرۡجِعُونَهَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} [سورة الواقعة: 83-87]
هذه هي الآيات التي تصف ما يمر به الإنسان المؤمن أو الغير مؤمن عند سكرات الموت 

اقراء ايضا
سلسلة الدار الآخرة 2 – علامات حسن الخاتمة
سلسلة الدار الآخرة 1- حقيقة الدنيا عند الله

وصف سكرات الموت

أوصاف كثيرة لسكرات الموت منها ما روي عن الصحابة ومنها ما روي عن السلف الصالح ومنها ما روي عن الأنبياء والجميع يصف شدة هذه السكرات والهول الذي يلقاه الإنسان عند الموت نذكر من هذه الروايات مثالا واحدا عن سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وهو يصف سكرات الموت وشدتها
وروي عن موسى عليه السلام أنه لما صارت روحه إلى الله تعالى قال له ربه: ” يا موسى كيف وجدت الموت” قال: “وجدت نفسي كالعصفور حين يقلى على المقلى لا يموت فيستريح ولا ينجو فيطير”. وروي عنه أيضا أنه قال: “وجدت نفسي كشاة حية تسلخ بيد القصاب”. رواه الإمام أحمد في الزهد

لكانت هذه بعض الأمثلة على شدة سكرات الموت فهل بعد الموت فناء وزوال ام هناك حياة أخرى فيها عذاب اخر او نعيم مقيم وهذا يأخذنا إلى العنصر التالي

هل هناك حياة بعد الموت؟

الإجابة على هذا السؤال قولا واحدا هي نعم هناك حياة بعد الموت الحياة الأولى هي حياة البرزخ والحياة الثانية في الدار الآخرة إما في الجنة وإما في النار والدار الاخرة هي حياة الخلود التي ليس بعدها موت والإيمان بالدار الآخرة وما فيها من جنة ونار وحساب هي من أهم علامات ودلائل الإيمان في الدين الإسلامي فمن لا يؤمن بالدار الآخرة يكون إيمانه غير مكتمل 

لذلك قال الله تعالي: {وَمَا هَٰذِهِ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلْاخِرَةَ لَهِىَ ٱلْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} [العنكبوت -64]

أي: أن الدار الآخرة هي الحياة الحقيقية والباقية

مراحل ما بعد الموت

إن أول هذه المراحل يكون خروج الروح من الجسد ثم العروج بها إلى السماء ورجوعها الى الارض مرة اخري ثم سؤال الملكين ثم تأتي الأحداث العظمى وهي أحداث يوم القيامة وقد ذكر لنا الحبيب المصطفى كل هذه المراحل في أكثر من حديث ليبين لنا هذه المراحل لنساعد لهذا اليوم

مراحل ما بعد الموت العبد المؤمن

لذلك قال رسول الله:”إِنَّ العبدَ المؤْمن إذا كان في انْقِطَاعٍ من الدُّنْيَا، وإِقْبالٍ من الْآخِرَةِ، نزل إليه من السَّمَاءِ ملائكةٌ بِيضُ الوجُوهِ، كأَنَّ وجوهَهُمُ الشمسُ، معهُمْ كفنٌ من أكْفَانِ الجنَّةِ، وحَنُوطٌ من حَنُوطِ الجَنَّةِ، حتى يَجْلِسُوا منه مَدَّ البَصَرِ،
ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ المَوْتِ حتى يَجلِسَ عندَ رأسِه فيَقولُ: أيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إلى مغْفِرةٍ من اللَّهِ ورِضْوَانٍ، فتخْرُجُ تَسِيلُ كما تسِيلُ القَطْرَةُ من فِي السِّقَاءِ، فيَأْخذُها، فإذا أخَذَها، لم يَدَعُوها في يَدِه طَرْفَةَ عَيْنٍ، حتى يَأْخُذُوها فيَجْعَلُوهَا في ذلكَ الكَفَنِ وفي ذلكَ الحَنُوطِ، فيَخْرُجُ منها كأَطيَبِ نَفْخَةِ مِسْكٍ، وُجِدَتْ على وجْهِ الأرضِ،

صعود روح المؤمن الي السماء

فيَصْعَدُونَ بِها فلا يمُرُّونَ بها على مَلَكٍ من الملائِكَةِ، إلَّا قالُوا: ما هذا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فيقولُونَ: فُلَانُ بنُ فُلَانٍ بأَحْسَنِ أسمائِه التي كانُوا يُسَمُّونَه بها في الدُّنْيَا – حتى ينْتَهُوا بها إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحون له فَيُفْتَحُ له، فيُشَيِّعُهُ من كلِّ سماءٍ مُقَرَّبُوها إلى السماءِ التِي تلِيها، حتى يُنتَهَي إلى السماءِ السابِعةِ،
فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: اكْتُبُوا كِتابَ عبدِي في علِّيِّينَ، وأَعِيدُوا عَبدِي إلى الأرضِ، فإِنِّي مِنها خَلَقتُهم، وفِيها أُعِيدُهُم، ومِنها أُخْرِجُهم تارةً أُخْرَى.

سؤال منكر ونكير للمؤمن

فتُعادُ رُوحُه، فيَأتِيهِ مَلَكانِ، فيُجْلِسانِه، فيَقولانِ له: مَن ربُّكَ؟ فيقولُ: رَبِّيَ اللهُ، فيَقولانِ له: ما دِينُكَ؟ فيَقولُ: دِينِيَ الإِسلامُ، فيَقولانِ له: ما هذا الرجلُ الذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فيَقولُ: هو رسولُ اللهِ، فيَقولانِ له ومَا عِلْمُكَ؟ فيَقولُ: قَرأتُ كِتابَ اللهِ فآمَنتُ به وصَدَّقْتُ،
فيُنادِي مُنادٍ من السماءِ أنْ صَدَقَ عَبدِي، فَأفْرِشُوه من الجنةِ، وألْبِسُوهُ من الجنةِ، وافْتَحُوا له بابًا إلى الجنةِ، فيَأتِيهِ من رَوْحِها وطِيبِها، ويُفسحُ له في قَبرِهِ مَدَّ بَصرِهِ، ويَأتِيهِ رَجلٌ حَسَنُ الوَجهِ، حَسنُ الثِّيابِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، فيَقولُ: أبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، هذا يَومُكَ الذي كُنتَ تُوعَدُ، فيقولُ لهُ: مَن أنتَ؟ فوجْهُكَ الوَجْهُ يَجِيءُ بِالخيرِ، فيَقولُ: أنَا عَملُك الصالِحُ،
فيَقولُ: رَبِّ أقِمِ السَّاعَةَ، رَبِّ أقِمِ الساعَةَ” 

هذه المراحل التي يمر بها المؤمن الموحد الذي عمل في الدنيا بما يرضي الله ورسوله في القبر يثبته الله عند السؤال ثم يخبرنا رسول الله عن حال الكافر او الفاجر الذي لم يتبع أوامر الله ولم يعرف معروف أو منكر ان الذي ينطق هو الأعمال وليس اللسان

مراحل ما بعب الموت العبد الكافر

“وإنَّ العبدَ الكافِرَ إذا كان في انقِطَاعٍ من الدنيا، وإقبالٍ من الآخِرةِ، نزل إليه من السماءِ ملائكةٌ سُودُ الوجُوهِ معَهُمُ المُسُوحُ، فيجلِسُونَ منه مَدَّ البَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الموتِ حتى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: يَا أيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إلى سَخَطٍ من اللَّهِ وغَضَبٍ، فَتَفْرُقُ في جَسَدِهِ فيَنتَزِعُهَا كَما يُنتَزَعُ السَّفُّودُ من الصُّوفِ المَبْلُولِ، فيَأْخذَها، فإذا أخذَها لَم يَدعُوها في يَدِهِ طَرْفَةَ عَينٍ حتى يَجْعَلُوهَا في تِلْكَ الْمُسُوحِ، يخرجُ منها كأَنْتَنِ ريحِ جِيفَةٍ، وُجِدَتْ على ظَهْرِ الأَرضِ

صعود روح الكافر الي السماء

فيصْعَدُونَ بِها، فلا يَمُرُّونَ بها على مَلَكٍ من الملائِكَةِ إلَّا قَالُوا: ما هذا الرُّوحُ الْخَبِيثُ؟ فيَقُولُونَ: فُلَانُ بنُ فُلَانٍ بأَقْبَحِ أسْمَائِهِ التي كان يُسَمَّى بِهَا في الدُّنْيَا، حتى يَنْتَهِيَ بِهَا إلى سمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لهُ، فلا يُفْتَحُ لهُ، ثُمَّ قَرَأَ لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّمَاءِ
قال: فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَه في سِجِّينٍ في الْأَرْضِ السُّفْلَى، قال: فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا،

سؤال منكر ونكير للكافر

قال: فتُعَادُ رُوحُهُ في جَسَدِهِ، ويَأْتِيهِ ملَكَانِ فَيُجْلِسَانِه، فيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فيَقُولُ: هَاهَا لا أدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: ومَا دِينُكَ؟، فَيَقُولُ: هَاهَا لا أدْرِي فيَقُولانِ له: ما هذا الرَّجلُ الذي بُعِثَ فِيكُم؟ فيَقولُ: هَاه هَاه لا أدْرِي،
فيُنادِي مُنادٍ من السماءِ: أنْ كَذَبَ عَبدِي، فأفْرِشُوهُ من النارِ، وافْتَحُوا له بابًا إلى النَّارِ، قال: فَيَأْتِيهِ من حَرِّهَا وسَمُومِهَا، ويُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ، حتى تَخْتَلِفَ عَلَيْهِ أضْلَاعُهُ، ويَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ، وقَبِيحُ الثِّيَابِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هذا يَوْمُكَ الذي كُنْتُ تُوعَدُ، فَيَقُولُ: مَنْ أنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ، فَيَقُولُ: أنا عَمَلُكَ الخَبِيثُ
فيَقُولُ: ربِّ لا تُقِمِ السَّاعةَ” صحيح الجامع
حيث ان الحديث واضح لا يحتاج الي شرح فعلينا أن نتعظ ونتدبر قبل ان يفوت الاوان ويأتينا رسول الملك 

الختام

الموت موعظة بليغة فمن لم يتعظ من الموت فهو على خطر عظيم فلا واعظ بعد الموت الموت كأس وكل الناس شاربه والقبر بابٌ وكل الناس داخله
فليت شعري بعد الموت ما الدار؟
الدار دار نعيم إن عملت بما يرضي الإله وإن خالفت فالنار
هما داران ما للمرء دونهما فانظر لنفس اي الدارين تختار

اترك رد