سلسلة الدار الآخرة 2 – علامات حسن الخاتمة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله 

الدار الآخرة ليس لها الا باب واحد هو الموت وهذا الباب لابد لكل مخلوق أن يمر من خلاله إذا الجميع موقن أنه سيموت فما العمل؟ الاستعداد للموت بالعمل الصالح وسؤال الله أن يرزقنا حسن الخاتمة لان خير ما نحتاجه قبل الموت هو أن يحسن الله لنا الخاتمة لأن من مات قامت قيامته فتعالوا نتعرف على حسن الخاتمة وعلامات حسن الخاتمة في المقال الثاني من سلسلة مقالات الدار الآخرة  

سلسلة الدار الآخرة 2 - علامات حسن الخاتمة
سلسلة الدار الآخرة 2 – علامات حسن الخاتمة

ما معني علامات حسن الخاتمة

في حين الوفاة او السؤال نجد التثبيت يأتي من الله لعبده المؤمن الطائع ذلك من خلال بعض الدلائل والعلامات التي بها يستدل على حسن الخاتمة

لذلك قال الله تعالي: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27]

نطق الشهادة من علامات حسن الخاتمة

وهي نطق لا أله الا الله كلمة التوحيد قبل الوفاة يدل على حسن الخاتمة فلولا وجود الايمان والاخلاص ما استطاع أن ينطق الشهادة قبل وفاته ولكنه ينطقها بتوفيق وتثبيت من الله 

لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” من كانَ آخرُ كلامِهِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ دَخلَ الجنَّةَ” صحيح أبي داود

اقراء ايضا
حقيقة الدنيا

تلقين الشهادتين عند الاحتضار

تلقين المحتضر لا إله إلا الله محمد رسول الله هو من أفضل الامور التي قد يوفق بها المسلم إلى حسن الخاتمة ويكون التلقين بنطق الشهادتين أمامه بصوت يكون قادر على سماعه دون إلحاحٍ ولا يطلب منه قولها فان المحتضر يكون في كرب شديد مما يعانيه من سكرات الموت
لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ” رواه مسلم.

ويستحب توجيه المحتضر إلى القبلة ان أمكن ذلك لعله يكون من أهلها
فعن البراء بن معرور رضي الله عنه، أنه أوصى أن يوجه للقبلة إذا احتضر،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أصاب الفطرة” رواه البيهقي.

ويستحب أيضا قراءة سورة الإخلاص لكونها سورة التوحيد أو يس عند المحتضر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اقرءوا سورة يس على موتاكم” رواه الإمام أحمد وأبو داود

الشهادة في سبيل الله من علامات حسن الخاتمة

الشهادة وهي أن يموت المسلم وهو يقاتل في سبيل الله من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا
لذلك وعدهم الله بالأجر العظيم فقال الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 169-171]
والقتل في سبيل الله وإن كان من اعلى وارفع وأعظم الدرجات عند الله ولكن الشهادة لها انواع متعددة وليست قاصرة على الموت في سبيل الله ففط

ميتات من علامات حسن الخاتمة لأنها تعدل الشهادة في سبيل الله

تعددت الميتات التي ننال بها أجر الشهادة في سبيل الله وهذا لا يحدث إلا لأنه منه وفضل كبير من الله عز وجل على امة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ليرفعنا بها الدرجات وتكون من أسباب وعلامات حسن الخاتمة 

  • الموت في سبيل الله كل من خرج في سبيل الله ثم مات فهو شهيد والشهادة من علامات حسن الخاتمة 
  • من مات بداء الطاعون هو شهيد والشهادة من علامات حسن الخاتمة 
  • من مات بمرض في البطن مثل الفشل الكبدي والكلوي هو شهيد والشهادة من علامات حسن الخاتمة 
  •  من مات غريق هو شهيد والشهادة من علامات حسن الخاتمة 

لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” ما تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، مَن قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ فَهو شَهِيدٌ، قالَ: إنَّ شُهَداءَ أُمَّتي إذنْ لَقَلِيلٌ، قالوا: فمَن هُمْ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: مَن قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ في سَبيلِ اللهِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ في الطَّاعُونِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ في البَطْنِ فَهو شَهِيدٌ. قالَ ابنُ مِقْسَمٍ: أشْهَدُ علَى أبِيكَ في هذا الحَديثِ أنَّه قالَ: والْغَرِيقُ شَهِيدٌ. وفي روايةٍ: قالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مِقْسَمٍ: أشْهَدُ علَى أخِيكَ أنَّه زادَ في هذا الحَديثِ: ومَن غَرِقَ فَهو شَهِيدٌ. صحيح مسلم

بين رسول الله في هذا الحديث بعض الميتات التي هي من علامات حسن الخاتمة لأنها تعادل أجر الشهادة.

  • من مات وهو يدافع عن ماله وأرضه وعرضه هو شهيد والشهادة من علامات حسن الخاتمة 

لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد”. رواه الترمذي صحيح الجامع
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: “فلا تعطه مالك” قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: “قاتله” قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: “فأنت شهيد” قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: “هو في النار”. صحيح مسلم

  • من مات بذات الجنب وهو ألم شديد يكون في الشق الايمن او الايسر من الجسم 
  • من مات حريق لما يعانيه المحروق من الآلام 

لذلك قال رسول الله: “صاحب ذات الجنب شهيد، وصاحب الحرق شهيد”. رواه النسائي

  • من مات في الهدم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم الشهداء خمسة وذكر منهم صاحب الهدم
  • من ماتت وهي حامل أو في النفاس في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وصححه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة”
    كما قال ايضا:” يجرها ولدها بسرره إلى الجنة” صحيح الترغيب والترهيب
  • من مات بمرض السل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “القتل في سبيل الله شهادة، والنفساء شهادة، والحرق شهادة، والغرق شهادة، والسل شهادة، والبطن شهادة” رواه الطبراني في الأوسط 

كل هؤلاء لهم أجر الشهادة ونيل الشهادة من علامات حسن الخاتمة 

عرق الجبين حين الموت من علامات حسن الخاتمة

من علامات حسن الخاتمة والاستبشار التبسم عند الوفاة أو بياض الوجه وعرق الجبين
عن بريدة بن الحصيب: أنه كان بخراسان فعاد أخا له وهو مريض فوجده بالموت وإذا هو يعرق جبينه فقال الله أكبر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: موت المؤمن بعرق الجبين. رواه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه والترمذي وحسنه، وصححه الألباني

الموت على طاعة أو في عبادة من علامات حسن الخاتمة 

مما لا شك أو لبس فيه ان موت المسلم وهو في عبادة أو طاعة او في مكان او زمان تؤدى فيه طاعة لله عز وجل هو من علامات حسن الخاتمة فمن مات وهو ساجد بعث وهو ساجد ومن مات في الحج بعث وهو يلبي وهكذا في كل طاعة 

 لذلك قال رسول الله:” مَنْ ماتَ على شيءٍ بَعثَهُ اللهُ عليْهِ”. صحيح مسلم وأحمد 

الختام

هذا وان هذه العلامات ليست دليل واضح على دخول الجنة لكن هو استبشار فقط فالله هو الذي يعلم من أصحاب الجنة ومن أصحاب النار فالله اعلى واعلم. 

في الختام اذكر نفسي واياكم بقول الله تعالي: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}. [فصلت: 30]

اترك رد