جبر الخواطر 1- جبر الله لخاطر الأنبياء

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين 

أكرم به من رب كريم منعم يغفر الذنوب والخطايا ويستر العيوب والخفايا ويجبر خواطر العباد

الأمثلة علي جبر الله لخواطر الان المؤمنين الصالحين المصلحين ثابتة وواضحة حينما نتأملها نعلم أنها من أفضل وأعظم النعم التي أنعم الله بها علينا.

جبر الخواطر 1- جبر الله لخاطر الأنبياء
جبر الخواطر 1- جبر الله لخاطر الأنبياء

معاني اسم الله الجبار

الجبار اسم من أسماء الله عز وجل حينما تسمعه الابدان تقشعر والقلوب ترتجف لانها تستحضر أحد معاني هذا الاسم انه هو القاهر فوق عباده المنتقم الذي يخضع الجميع لسلطانه اسم يجمع بين معاني اسماء اخري منها العلي، والقوي، والمتكبر والعزير.  

أما المعنى الثاني أنه هو الذي يجبر الكسر ويغفر الزلل فيجبر خاطر الضعيف وذا الحاجة بالصبر ويجبر خاطر الفقير والمعسر والغني بالرضا ويجبر خاطر المقصر العاصي بالتوبة ويجبر الله خاطر الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين بالفردوس ويجبر خاطر المحبين له برؤية وجهه الكريم. 

فمعني الجبار هنا يدخل فيه معاني أسماء اخرى مثل الرؤوف، والرحيم، والسلام والكريم.

جبر الخواطر علي الله 

 جبر الخواطر سمة من سمات الله عز وجل بها يدخلنا الجنة وبها يبعدنا عن النار

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ. قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وقارِبُوا، ولا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ: إمَّا مُحْسِنًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَزْدادَ خَيْرًا، وإمَّا مُسِيئًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتَعْتِبَ. صحيح البخاري

هذا جبر لخواطر الناس جميعا من الله الكريم المنان.

بعض الامثلة علي جبر الله لخواطر الأنبياء

نبي الله إبراهيم عليه السلام

جبر الله خاطر إبراهيم عليه السلام ونجاه من النار 

قال تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا على إِبْرَاهِيمَ}. [الأنبياء:69]

وكذلك جبر الله خاطر إبراهيم عليه السلام ورزقه الولد الصالح بعد طول سنين {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} [الصافات:100-101]

ثم جبر الله خاطر إبراهيم عليه السلام وفدا هذا الغلام من الذبح {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات:103-107]

نبي الله موسى عليه السلام

جبر الله خاطر أم موسى عليه السلام ورده إليها كما وعدها

لذلك قال تعالي: {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ ۖ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ} [طه:40]

كذلك قال تعالي: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ، وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [القصص:12-13]

جبر الله خاطر موسى عليه السلام حينما طلب منه وزير من اهله 

قال تعالي: {وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا أِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ}. [طه:29-36]

جبر الله خاطر موسى عليه السلام حينما أدركه فرعون وجنوده 

قال تعالي: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ [الشعراء:61-66]

نبي الله يوسف عليه السلام

جبر الله لخاطره حينما ألقاه إخوته في الجب

لذلك قال تعالي: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [يوسف:15]

أوحى الله سبحانه وتعالى إلى يوسف وهو وحيد في البئر لتثبيت قلبه وجبر خاطره؛ لأنه ظُلِم وأُوذِي، وأي مظلوم دائما يحتاج إلى من يجبر بخاطره.

نبي الله زكريا عليه السلام

ذلك حينما دعا الله ان يرزقه الله الولد الصالح جبر الله خاطره ورزقه بنبي الله يحي

لذلك قال الله تعالي: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}.[ال عمران:38-40]

نبي الله أيوب عليه السلام

ذلك حينما دعا الله بأدب الأنبياء ان يشفيه الله من المرض فجبر الله بخاطره وشفاء من المرض وأعطاه أهله ومثلهم معهم عددا.

لذلك قال الله تعالي: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ}. [الأنبياء:83-84]

اقرا ايضا
حب النبي محمد 1- سمات شخصية تجبرك على حبه

النبي محمد صلي الله عليه وسلم

الله عز وجل جبر بخاطر الحبيب المصطفى في مواطن كثيرة نذكر بعض منها

حينما كثر إيذاء أهل مكة الي الرسول صلي الله عليه وسلم خصوصا بعد حادث الطائف الذي اوزي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أشد الإيذاء حتى سال الدم الشريف من قدميه الشريفتين فجبر الله خاطره برحلة الإسراء والمعراج حتى وصل إلى سدرة المنتهي وبساط أنس الله.

حينما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة جبرا وقد كانت من أحب البلاد اليه جبر الله لخاطره وأخبره انه سيعود اليها مرة اخرى 

لذلك قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [القصص:85]

حينما بكى النبي صلى الله عليه وسلم شفقة منه على حال أمته وخوفا عليهم من عذاب الله جبر الله بخاطره وقال له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ تَلا قَوْلَ اللهِ عزَّ وجلَّ في إبْراهِيمَ: {رَبِّ إنَّهُنَّ أضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فمَن تَبِعَنِي فإنَّه مِنِّي} [إبراهيم: 36]

وقالَ عِيسَى عليه السَّلامُ: {إنْ تُعَذِّبْهُمْ فإنَّهُمْ عِبادُكَ وإنْ تَغْفِرْ لهمْ فإنَّكَ أنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [المائدة: 118]

فَرَفَعَ يَدَيْهِ وقالَ: اللَّهُمَّ أُمَّتي أُمَّتِي، وبَكَى”

فأمر الله جبريل أن يسأل نبيّنا محمد عمّا يبكيه، وهو يعلم، فجاء جبريل عليه السلام إلى النبيّ يسأله، فأخبره النبيّ، فأمر الله جبريل أن يُطمئن النبيّ، وأن الله سبحانه وتعالى سوف يرضيه في أمّته”. صحيح مسلم

لذلك قال تعالي: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحي:5]

كذلك جبر الله خاطر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ، وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام:33]

الختام

إذا اردت ان تعرف للدين الاسلامي والشريعة الاسلامية فعليك بجبر الخواطر

اترك رد