2- أسباب وعلامات حب الله للعبد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خير المرسلين

من المؤكد أنه ليس هناك منزلة أعلى وأرفع من حب الله للعبد!
رعاية الله لعباده، ولطفه بهم، وقبول دعائهم، وستره لهم من علامات حب الله للعبد.
قد يتساءل العبد المؤمن عن محبة الله له، والطرق الموصلة لهذا الحب، وتلك المكانة.
ان حب الله للعبد معناه أن الله يحيطك بعنايته، ورعايته، وحفظه فيكون معك، وتصبح في معيته فتحس ان الكون كله يقبلك، ويحبك يساعدك، وعلي كمال العبادة، والقرب من الذات العلية.  

2- أسباب وعلامات حب الله للعبد
2- أسباب وعلامات حب الله للعبد

من أسباب حب الله للعبد حب قراءة القرآن الكريم

القرآن كلام الله الأزلي السرمدي فيه صفات الخالق العظيم واسماءه من تكلم به صدق ومن حكم به عدل وان يعلو ولا يعلى عليه هو غذاء للروح فمن أحب قراءة كلام الله فإن الله يحبه من الأدلة على ذلك!
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية، فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ قُل هُوَ اللهُ أَحَدٌ، فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: سلوه، لأي شيء يصنع ذلك؟، فسألوه،
فقال: لأنها صفة الرحمن، فأنا أحب أن أقرأ بها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله تعالى يحبه. رواه البخاري ومسلم
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره أن الله يحبه لأنه أحب سورة من سور القرآن 

من أسباب حب الله للعبد التقرب بالنوافل

من أحب القربات إلى الله الفرائض فإذا أدى العبد الفرائض وزاد على ذلك بالنوافل من صلاه وصدقة وحج وعمرة كان الجزاء هو حب الله للعبد.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :”إِنَّ اللَّهَ تعالي قَالَ : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأعيذهن وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ” رواه البخاري 

هذا الحديث فيه بيان لبعض مميزات حب الله للعبد في الدنيا وهي حفظ الله للسمع والبصر وجميع الحواس من السوء والمعاصي والظلم ومن المميزات ايضا اجابة الدعاء والنصرة من الله
لذلك قال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” رُبَّ أَشْعَثَ، مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ” صحيح مسلم. ما كان لأحد أن يقسم على الله إلا أحبابه

من علامات حب الله للعبد الإكثار من ذكر الله

من علامات حب الله للعبد أن يوفقه لذكره على كل حال فتكون في مقام الإحسان تعبد الله كأنك تراه كلما زاد الذكر بين الأحباب كلما زاذ الحب وقد وعدنا الله بفضله وكرمه أنه يذكر من يذكره

لذلك قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة:152ٍ]

كذلك قال تعالى في الحديث القدسي: “أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في ملا ذَكَرْتُهُ في ملا خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.” صحيح البخاري
هذه هي مكانة الاحباب عند الإله العلي الكريم الوهاب!

من علامات حب الله للعبد الصلة في الله

الحب في الله والتزاور في الله المجالسة في الله كل هذا هي صلة بالناس فقط من أجل الله لا من اجل مصلحة او ارحام بينهم ولكن صلة في الله ومن أجل القرب من الله فإذا وجدت هذه الصلة وجد الحب من الله للعبد.
لذلك يقول الله عز وجل في الحديث القدسي:”: وَجَبَتْ مَحبَّتي للمُتحابِّينَ فيَّ، والمُتجالِسينَ فيَّ، والمُتزاوِرينَ فيَّ، والمتبذلين فيَّ.” صحيح الإمام أحمد

اقرء ايضا
اسباب حب العبد لله تعالي

من أسباب حب الله للعبد طاعة الرسول

طاعة الرسول هي من أفضل الطرق ومن أهم الأسباب التي توصلك الي حب الله تعالي
لذلك قال تعالي: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [ال عمران:31]

 من علامات حب الله للعبد الابتلاء

إذا اشتد حب الله للعبد ابتلاه أما ليغفر له ذنب او يرفعه درجه لذلك كان أشد الناس بلاء الانبياء لأنهم أحب وأقرب العباد الى الله. 

البلاء دائما يكون مع الصبر ملازما له فإذا اجتمع البلاء مع الصبر تحقق الشرط الذي يؤدي إلى حب الله للعبد فالله تعالى يحب الصابرين.

قال تعالي: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [ال عمران:146]

لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط”. رواه الترمذي 

الله يحب اصحاب الأخلاق الحسنة

حينما نتأمل آيات القرآن الكريم نجد أن الله يخبرنا عن حبه لعباد فيهم خصال حسنة فنجد ان الله يحب المحسنين والمتقين والمقسطين والمتوكلين والمنظمين والصابرين والتوابين والمتطهرين كل هذه الصفات أخلاق حسنة.

لذلك يقول الله تعالى: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة: 54] 

اذله المؤمنين يلينون لهم الجانب بتواضع وانكسار لانهم قريبين من الله عز وجل أعزة على الكافرين لا يوالونهم ولا يعاملونهم بانكسار، بل بعزة وعلو وسمو من الصفات أنهم يجاهدون في سبيل الله أي بإخلاص ولا يخافون في الله لومة لائم هم مع الحق والصدق دائما.

إذا الله يحب أصحاب الأخلاق الحسنة وفي مواضع كثيرة يخبرنا الله إنه لا يحب أصحاب الأخلاق السيئة 

الله يحب عباده الأخفياء الاتقياء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي” صحيح مسلم

كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإذا حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل فتنة عمياء مظلمة” رواه بن ماجه

الختام

قال داود عليه السلام فيما يخاطب ربه: يا رب أي عبادك أحب إليك أحبه بحبك؟ قال: يا داود أحب عبادي إلي نقي القلب ونقي الكفين لا يأتي إلى أحد سوءاً ولا يمشي بالنميمة تزول الجبال ولا يزول أحبني وأحب من يحبني وحببني إلى عبادي، قال: يا رب إنك لتعلم أني أحبك وأحب من يحبك فكيف أحببك إلى عبادك؟ قال: ذكرهم بآلائي وبلائي ونعمائي، يا داود إنه ليس من عبد يعين مظلوماً، أو يمشي معه في مظلمته إلا أثبت قدميه يوم تزول الأقدام”. رواه البيهقي إسناده فيه ضعف

اترك رد