صلة الرحم الخاصة والعامة 2

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام علي النبي الامين
صلة الرحم لها قسمان صلة الرحم الخاصة وصلة الرحم العامة.
في هذا المقال نبين ان صلة الرحم الخاصة اشمل من صلة الرحم العامة لان كل حقوق الرحم العامة هي حقوق ايضا للرحم الخاصة، وليس العكس.
صلة الرحم الخاصة والعامة هذا ما نتعرف عليه في هذا المقال.

صلة الرحم الخاصة والعامة 2
صلة الرحم الخاصة والعامة

تعريف صلة الرحم العامة

الرحم العامة هي الصلة التي تربطك بكل المسلمين، وتسمي اخوة الاسلام قال تعالى: {إنما المؤمنون إخوة}. [الحجرات: 10]
في هذه الصلة انت لك حقوق، وعليك نفس الحقوق، فإن أدي المسلم هذه الحقوق فلك أجر من الله عز وجل.

حق المسلم على المسلم 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس”. رواه البخاري ومسلم

وفي رواية أخري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حق المسلم على المسلم ست” قيل: ما هن يا رسول الله؟، قال: “إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه”. رواه مسلم

صلة الرحم العامة والخاصة 

ونستخلص من هذا الحديث ست حقوق فقط في صلة الرحم العامة والخاصة..
وحيث ان حقوق المسلم على أخيه المسلم كثيرة قد تزيد على أربعين حق، مثل حق الجوار، وقضاء الحاجات، وان تحب له ما تحبه لنفسك……الخ.

اولا: – إلقاء السلام

أول حق للمسلم على أخيه المسلم في هذا الحديث هو أن يلقي السلام عليه السلام. بل وتلقي السلام على من عرفت، ومن لم تعرف.
هكذا أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عندما سَأَلَ رجل النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ. رواه البخاري
ثم رد السلام على من ألقي عليك السلام فقد قال تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ على كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} [النساء: 86]
فإذا ألقيت السلام كامل فلك ثلاثون حسنة وإذا رددت السلام كاملا فلك ايضا ثلاثون حسنة

أنَّ رجلًا مرَّ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ وهوَ في مَجلِسٍ فقال السَّلامُ عليكُم فقالَ “عشرُ حَسناتٍ” فمرَّ رجلٌ آخرُ فقالَ: السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ فقالَ: “عِشرونَ حسنةً”. فمرَّ رجلٌ آخرُ فقال: السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، فقالَ: “ثلاثونَ حَسَنةً” فقامَ رجلٌ من المجلِسِ ولَم يُسَلِّمْ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى عليهِ وسلم:” ما أوشَكَ ما نَسيَ صاحبُكم! إذا جاء أحدُكُم المجلِسَ فليُسَلِّمْ؛ فإن بَدا لهُ أن يجلسَ فليجلِسْ، وإذا قامَ” وفي روايةٍ: “فإن جلَسَ ثمَّ بدا لهُ أن يقومَ قبلَ أن يتفرَّقَ المجلِسُ فليُسَلِّمْ، ما الأُولَى بأحقَّ مِنَ الآخرةِ.” صحيح الأدب المفرد 

فضل إفشاء السلام

بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل إفشاء السلام وأنه الطريق الاول للدخول الي سلعة الله الغالية الجنة.
فقال: “لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ.” رواه مسلم

وبين رسول الله صلي الله عليه وسلم ان السلام أحد الاسباب لدخول الجنة فقال: “أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلاَمَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بسَلاَمٍ”. رواه الترمذي وابن ماجه.

ثانيا: – تجيب دعوته إذا دعاك

من حق المسلم في صلة الرحم العامة ان تجيب دعوته إذا دعاك إلى طعام او مناسبه عنده.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “منِ استعاذَكم باللهِ فأعيذه، ومن سألكمْ باللهِ فأعطوهُ، ومن دعاكمْ فأجيبه، ومن أتى إليكم معروفًا فكافِئوه فإن لم تجدوا فادعوا لهُ حتى تعلموا أن قد كافأتموهُ.” صحيح أبى داود

ثالثا: – تشميته إذا عطس

حق بسيط هذا هو تشميت العاطس لكنه أفضل طريق للود، في صلة الرحم العامة.
وصانا للنبي صلى الله عليه وسلم بتشميت أخيك المسلم إذا عطس، مع هذا الشرط أن يحمد الله.
فاذا عطس اخيك المسلم وحمد الله فعليك أن تشمته بأن تقول له يرحمك الله،
ثم ترد عليه فتقول يرحمنا، ويرحمك الله او يهديكم ويصلح بالكم.
فان كان غير مسلم فالأنسب ان تقول يهديكم الله ويصلح بالكم. 

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم.” رواه البخاري ومسلم 
قال العلماء أن تشميت العاطس فرض كفاية إذا فعله بعض الحاضرين سقط عن البعض الآخر واستدلوا بهذا الحديث.

قال النبي صلي الله عليه وسلم:” انَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ، فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ، وَأَمَّا التثاؤب فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِذَا قَالَ هَا، ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ.” رواه البخاري

رابعا: – تقدم له النصيحة

بين النبي صلى الله عليه وسلم مكانة النصيحة الكبيرة،
فقال: “الدين النصيحة” قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: “لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم. رواه مسلم

تتضح أكثر هذه المكانة حينما نسمع حديث سيدنا جرير رضي الله عنه، الذي يقول فيه:
“بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم.” رواه البخاري ومسلم
مكانة النصح في هذا الحديث أنه يأتي في البيعة بعد اقام الصلاة وايتاء الزكاة.  

خامسا: – تعوده إذا مرض

هل يمكن ان تعرف ان اخيك المسلم مريض ولا تعوده؟
هل تعرف فضل زيارة المريض؟ وما حكم زيارة المريض؟
اختلف العلماء في حكم زيارة المريض على قسمين منهم من قال إنه واجب.
القسم الآخر هو الجمهور قال إنه سنة مؤكدة.
افضال زيارة المريض كثيرة ولكن نذكر منها أنك.

اولا: إذا ذهبت لزيارة مريض فكأنك تمشي بين أشجار الجنة.

ثانيا: حينما تزور المريض فكأنك تزور الله عز وجل.
“إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: يا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قالَ: يا رَبِّ كيفَ أعُودُكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أما عَلِمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ …”. رواه مسلم
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “إنَّ المُسْلِمَ إذا عادَ أخاهُ المُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ في خُرْفَةِ الجَنَّةِ حتَّى يَرْجِعَ.” رواه مسلم

وان كنت تريد ان تستغفر لك الملائكة فعليك بزيارة المريض.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما مِن مُسلِمٍ يعودُ مُسلِمًا غدوةً؛ إلَّا صلَّى عليهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتَّى يُمْسِيَ، وإن عاد عَشيَّةً؛ إلَّا صلَّى عليهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتَّى يُصْبِحَ، وكان لهُ خَريفٌ في الجنَّةِ.” رواه الترمذي

سادسا: – تشيع جنازته إذا مات

إذا شيعت جنازة اخيك المسلم فلك اجر عظيم، وضحه رسول الله صلي الله عليه وسلم
فقال: “مَن تَبِعَ جِنازةً حتى يُصلَّى عليها، ويُفرَغَ منها، فله قيراطانِ، ومَن تَبِعَها حتى يُصلَّى عليها، فله قيراطٌ، والذي نفْسُ محمَّدٍ بيَدِه لهو أثقَلُ في ميزانِه من أُحُدٍ.” رواه ابن ماجة

اقراء ايضا
حق اليتيم في الاسلام

حقوق الوالدين على الابناء

صلة الرحم الخاصة

صلة الرحم الخاصة هم الأقارب من ناحية الأب، والأم مثل الجدة، والجد، والعمة، والعم، والخالة، والخال، والاخوات، والاخوة، والأبناء.
الاقارب لهم كل الحقوق التي ذكرت سابقا من صلة الرحم العامة ثم حقوق صلة الرحم الخاصة.   

طريقة صلة الرحم الخاصة

قد تتعجب عزيزي القارئ من هذا العنوان! ولكن هناك طريقة لصلة الرحم الخاصة بينها رسول الله صلي الله عليه وسلم
فقال: “ليس الواصلُ بالمكافئ ولكنَّ الواصِلَ الذي إذا انقطعتْ رحمُه وصلَها.” رواه البخاري
نعم هذه هي الطريقة التي تصل بها اقاربك تصلهم مع قطيعتهم لك.

فضل صلة الرحم الخاصة

صلة الرحم الخاصة من الإيمان فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليومِ الآخر فليُكرِم ضيفَه، ومن كان يؤمن بالله واليومِ الآخر فليصِل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليومِ الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت.” رواه البخاري

صلة الرحم الخاصة بركة في العمر، وزيادة في الرزق، ومن أفضل الأسباب التي تدخلك الجنة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن سرَّه أن يُبسَط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثرِه، فليَصِل رَحِمَه.” البخاري ومسلم

أفضل الصدقات

الصدقة على الاقارب اثنين صلة. وصدقة.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “الصدقةُ على المسكينِ صدقةٌ وعلى ذي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ صدقةٌ وصِلَةٌ. رواه الترمذي والنسائي
ثم قال أيضا: “إن أفضل الصدقة الصَّدقةُ على ذي الرحِمِ الكاشح.” رواه أحمد وصححه الألباني
لذلك أفضل صلة للرحم الخاصة هي الصدقة.

عقوبة قطيعة الأرحام

أعلم ان أكبر ذنب قد تقع فيه هي قطيعة الرحم.
لأنك إذا وصلتها، وصلك الله، وإذا قطعتها قطعك الله، وهذا أمر لا اظن ان أحد قادر عليه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الله خلَق الخلْقَ، حتى إذا فرغ من خلقِه قالتِ الرَّحِمُ: هذا مقامُ العائذ بك من القطيعة، قال: نعَم، أمَا تَرضَيْنَ أن أصِل مَن وصلَكِ، وأقطعَ مَن قطعَكِ؟ قالت: بلى يا ربِّ، قال: فهو لكِ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: فاقرؤوا إن شِئتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}. [محمد: 22]” رواه البخاري ومسلم

قال الله ايضا: “أنا الرَّحمن، وهي الرَّحِم، شققتُ لها اسمًا من اسمي، مَن وصلها وصلتُه، ومن قطعها بتتُّه.” رواه ابو داود

ان قطيعة الرحم لها عقاب في الدنيا، وعقاب في الآخرة حيث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: “ما من ذنبٍ أجدرُ أن يعجِّلَ اللَّه لصاحبه العُقوبةَ في الدُّنيا مع ما يدَّخر له في الآخرة – من البغيِ، وقطيعةِ الرَّحم.” رواه الترمذي 

الختام

نسأل الله العلي العظيم الكريم ان يجعلنا من الواصلين الموصولين به وبأرحامنا ونعوذ بالله من قطيعة الرحم.
ونسألك يا رب الاخلاص في القول والعمل.

اترك رد