عداوة ابليس وخطوات الشيطان 2021

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي خير خلق الله
عندما يريد ابليس إغوائك لتفعل معصية فتأكد تماما أنه لن يوسوس لك مباشرة بفعل تلك المعصية.
ابليس سيتدرج معك من خلال خطوات مدروسة حسب حالتك الإيمانية.

عداوة ابليس وخطوات الشيطان
عداوة ابليس وخطوات الشيطان

تعريف الشيطان

الشيطان هو المخلوق الذي لا يريد لك الخير ابدأ بل يريد لك الشر وكل شر وأي شر.
وهناك شياطين الجن كإبليس وأعوانه وهناك شياطين الأنس من أعوان ابليس وأصدقاء السوء.

طرق ابليس في الغواية

لما أمرنا الله عز وجل بعدم طاعة الشيطان قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}. [النور: 21]
وقال أيضا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 168-169].
ولم يقل لا تتبعوا الشيطان فإبليس أذا ما أراد أن يجعلك تفعل معصية معينة فإنه يبدأ معك في خطوات متتالية،

فإدا نجح في خطوة أنتقل إلى الخطوة التي تليها حتى ينال مراده ويجعلك تفعل المعصية.
وهو في الغالب يبدأ معك من نقاط ضعفك فكل واحد منا له نقاط ضعف، والشيطان يعرف نقاط ضعفك جيدا.
كيف لا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم” رواه البخاري ومسلم.

نقطة الضعف

ابليس يعرفك ويعرف طريقة تفكيرك فيعرف نقطة ضعفك فتكون دائما هي المدخل للغواية.
فبعض الناس تكون نقطة ضعفه هي حب المال فيوصله
الشيطان من الحرص على المال إلي البخل ثم إلى الشح ومن ثم إلى الطمع ومن الطمع إلي ترك فريضة الذكاة.
وبعض الناس نقطة ضعفه حب النفس فيوصله إلى العجب، ثم إلي الخيلاء، ثم إلى الكبر، ثم إلى النار.
ومن الناس من يحب الأولاد فيوصله إلي ترك الفرائض.

أخطر مداخل ابليس

فمثلا الشيطان علم من هذا الشخص أن نقطة ضعفه هي شهوته أو النساء بشكل عام. وللعلم الشهوة وفتنة النساء من أقوى أسلحة إبليس ومن أشدها فتكاً.
فقد قال الله تعالي: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [ال عمران :14].

لذلك قال النبي ﷺ:” إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون. فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء” رواه مسلم.

كذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم أيضا : “ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من فتنة النساء” رواة البخاري ومسلم.
فالشيطان اختار نقطة ضعف هذا الشخص بعناية شديدة،
وهو يريد أن يصل به إلى أبعد حد في الإغواء، بمعنى أصح يريده أن يقع في الزنا.

التدرج من الصغائر الي الكبائر

المرحلة الأولي: لا أفكر في الكبيرة ابدأ، ولكن قد افعل صغائر الذنوب

يبدأ ابليس في الوسوسة له بالنظر إلى النساء سواء في الشارع، أو التلفزيون أو الجرائد أو الأنترنت.
– “كل الحوادث مبدئها من النظر
– ومعظم النار من مستصغر الشرر”.
في البداية تكون نظرات عابرة خاطفة ثم يوسوس له بأن ينظر جيداً ويكرر النظر
حتى يصيب السهم المسموم قلبه “النظرة سهم مسموم من سهام ابليس”.
ولذلك لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة (أي الذي يكون عابر وبدون قصد) قال لمن سأله: “أصرف بصرك “رواه مسلم وأبي داود.
وبعد أن تصيب السهام المتتالية قلبه من كثرة النظر الى النساء يبدأ في البحث عن المزيد من الصور.
فيبحث عن الصور العارية في التلفزيون والأنترنت، ويظل ينظر حتى ينهك القلب والعقل من شدة الشهوة وقد يقل حياءه فيتحرش بالنساء في الطرقات.

المرحلة الثانية: الآن أفكر في طرق الوصول إلى الكبيرة

حينها فقط يبدأ يوسوس له بالتفكير في الزنا لإفراغ هذه الشهوة، وبسبب مرض قلبه ووهنه لا يستطيع المقاومة، ويبدأ يفكر جدياً في الزنا.
فيبدأ يفتح له الشيطان الأبواب التي توصله ألى مراده، فيذكره بفلانة التي يمكن أن يراودها عن نفسها ويدعوه للاتصال عن طريق التليفون او مواقع التواصل.
وهكذا لا يتركه حتى تتيسر له الفاحشة ويفعلها وحينها يضحك الشيطان ضحكة الانتصار لان خطته قد نجحت.
فإذا ما تعسر ابليس في حصوله على مراده الأكبر وهو الزنا لعدم تيسر الطريق رضى منه بأقل من ذلك او أي ذنب يبعده عن الله ويقربه إلى النار.

أقوى الأسلحة في محاربة الشيطان

عداوة ابليس وخطوات الشيطان
اقوي الأسلحة في محاربة ابليس

ولما كان إغواء الشيطان في خطوات متدرجة فلذلك وصف الله عز وجل الدواء الذي يقطع على هذا العدو الماكر خطواته ويبطل مخططاته.

– طلب الإعانة من الله

قال الله عز وجل:{وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم}[الأعراف : 200] أي: أنك بمجرد ما تحس بمخطط الشيطان وأنه بدأ يوسوس لك بفعل الخطوة الأولى من خطته.
فعليك أن تقول: أعود بالله من الشيطان الرجيم أي: اعتصم واستجير واحتمي باللجوء لله عز وجل ليصرف عني هذا العدو اللئيم.

– ذكر الله ينجيك من ابليس

قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف:201].
فهو سبحانه ذو الحول والقوة، وقد وعد الله من ألتجأ اليه مستغيثا ومستعيذا من هذا العدو وعلم منه صدق اللجوء فأنه يسمع منه ويجيبه فلقد قال لإبليس: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر: 42].

أفراء أيضا:
ذكر الله عز وجل أسهل طريق الي الجنة – بسطها لي ذكر الله عز وجل

– الصوم

أن حالة المؤمن الإيمانية هي المحدد الأساسي التي يضع الشيطان على أساسها خطته لإغوائه.
فالصوم يذيد من الحالة الإيمانية فالجوع يرقق القلوب ويضيق مداخل الشيطان والصوم هو العبادة الوحيدة التي ليس بها نفاق أو رياء.

الخلاصة

أن ابليس هو العدو الذي حذرنا منه الله عز وجل لأنه يعلم مدي كراهيته لبني ادم فقد توعدنا بالغواية أجمعين.
كما قال الله عز وجل :{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ][ص: 82-83].
إن المؤمن الذي يكون مستواه الأيمان مرتفع، وذلك بحفاظه على الصيام، والصلوات، والنوافل، والذكر، وقراءة القران،
يكون كيد الشيطان معه ضعيف لأنه من المخلصين فلا يؤثر عليه مثل المؤمن الذي حالته الإيمانية متوسطة أو ضعيفة أو منعدمة كلا علي قدر أيمانه.

الختام

هذا والله اسأل أن يحفظنا جميعا من كيد كل الشياطين.
وما التوفيق ألا من عند الله عز وجل.
الكاتب عاطف محروص

اترك رد