ذكر الله عز وجل أسهل طريق الي الجنة 2022

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي خير خلق الله
إن الكثير، والكثير من الحسنات نغفل عنها؛ بغفلتنا عن ذكر الله عز وجل عالم كبير واسع يشمل كل جنبات حياتنا، ومن اهم الأسباب التي توصلنا إلي الجنة؟
هو ذكر الله عز وجل، ولكن نحن غافلون عنه.

ذكر الله عز وجل أسهل طريق الي الجنة
ذكر الله عز وجل أسهل طريق الي الجنة

تعريف ذكر الله عز وجل

المدقق في تعريف ذكر الله يتبين له أن هناك تعريفان للذكر: تعريف عام، وتعريف خاص

التعريف العام: –

يقصد به العبادات من صلاة، وصيام، وحج، وقراءة القران، والدعاء…الخ
كما أن الله قد ذكر في كثير من المواضع كلمة ذكر الله.
لكن المعني يقصد به عبادة من العبادات أو طاعة من الطاعات على سبيل المثال لا الحصر.
قوله تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللَّهِ}.[الجمعة : 9]
المقصود بذكر الله في هذه الآية الصلاة.

التعريف الخاص: –

أن المقصود به هو الاذكار المخصوصة التي ذكرها الله في كتابه الكريم.
والتي ذكرها النبي صلي الله عليه وسلم في الأحاديث التي وردت عنه في أوقات معينة، أو في أماكن معينة، أو في عبادة معينة.

أنواع ذكر الله عز وجل

الذكر له ثلاثة أنواع:
النوع الأول: – هو الذكر بالقلب واللسان، وهو أفضلهم، وعادة ما يكون مرتبط بغالبية الطاعات، والعبادات. ويأخذ العبد كامل الأخر، والثواب من الله عز وجل على هذا الذكر
وترضا به النفس، ويطمئن به القلب.
النوع الثاني: – هو الذكر بالقلب، وله فضيلة كبري أيضا. وأفضل ما يرتبط به هذا الذكر عبادة التفكر، واستحضار عظمة الخالق عز وجل
قال تعالي {الذين يَذْكُرُونَ أللهَ قيماً وَقُعُودًا وعلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ في خَلْقِ السماوات والأرض رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هذا باطلا سبحانك فَقِنَا عَذَابَ النار}. [أل عمران: 191]
النوع الثالث: – هو الذكر باللسان فقط، وانشغال القلب بشيء اخر. وهو اقلهم في الفضيلة، والأجر، والثواب.

فضل ذكر الله عز وجل في القران الكريم

إن الذكر سواء كان بالمعني العام أو المعني الخاص وسواء كان بالقلب أو اللسان فله فضل كبير واجر عظيم وبناء على ذلك أمر الله عز وجل به في كتابه الكريم
فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا}. [الأحزاب:41 -42]
ولقد بين الله ما الذي أعده للذاكرين كثيرا فقال: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب:35]
وهناك اجر من نوع اخر لمن ذكر الله عز وجل بل هي مكانة رفيعة وعظيمة فقد قال: {فاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة:152]

إقراء أيضا:
إساءات إلي النبي محمد ﷺ، لكنه قابلها برحمة، وإحسان

ثم يدلنا الله عز وجل على طريق السكينة والطمأنينة فيقول: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28] 
ثم يصف لنا حال من ابتعد عن ذكر الله فيقول: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أعمى} [طه:124] فذكر الله سعادة في الدنيا والأخرة.
وكذلك إذا أردت أن تبتعد عن النفاق فعليك بالإكثار من الذكر لان الله عز وجل قال في وصف المنافقين: {انَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كسالى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}. [النساء:142]

فضل ذكر الله عز وجل في السنة المطهرة

بين الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم في مواضع كثيرة فضل الذكر ، ثم حث على المداومة عليه وخصه بالأفضلية
فقال: “ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند ربكم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم مِنْ أَنْ تلقَوْا عدوَّكُمْ فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟؟؟”
قالوا بلي يا رسول الله فقال: “ذكر الله عز وجل” صحيح الترمذي.

من أفضل ما قيل في فضل الذكر ما أخبر به الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم عن رب العزة.
قال: “أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني،
فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي،
وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأٍ هُمْ خير منهم” البخاري ومسلم.
ومن اجل ذلك فليس هناك أفضل ولا أكمل ولا ارفع من هذه المكانة.
وقال ابن القيم: “لو لم يكن في الذكر ألا هذا الحديث لكفاه فضلا وشرفا”.

إقراء أيضا:
شعب ابي طالب مقاطعة وابتلاء وحصار للنبي محمد صلي الله عليه وسلم

كذلك فان الذكر بإخلاص يرفع صاحبه إلي اعلي الدرجات يوم القيامة.
ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة “رجل ذكر الله خالي ففاضت عيناه”.
ثم يبين الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم الفرق الكبير بين من يذكر الله عز وجل ومن لا يذكره
فيقول: “مثل من يذكر الله ومن لا يذكره كمثل الحي والميت” صحيح البخاري ومسلم.
إن ذكر الله عز وجل حياة للروح والقلب.

فضل مجالس الذكر

لا يشقا بهم جليسهم

يبين لنا النبي صلي الله عليه وسلم فضل الجلوس في مجالس الذكر.
فيقول: “إنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّارَةً، يَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فيه ذِكْرٌ قَعَدُوا معهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بأَجْنِحَتِهِمْ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا صَعِدُوا إلى السَّمَاءِ،

فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهو أَعْلَمُ بهِمْ: مِن أَيْنَ جِئْتُمْ؟؟؟ فيَقولونَ: جِئْنَا مِن عِندِ عِبَادٍ لكَ في الأرْضِ، يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ ويهلونك وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ

فيقول: وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟؟؟ فتقول الملائكة: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قالَ: وَهلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟!! قالوا: لَا، أَيْ رَبِّ قالَ: فَكيفَ لو رَأَوْا جَنَّتِي؟!!

فقالوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ، فيقول: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟؟؟ فتقول الملائكة: مِن نَارِكَ يا رَبِّ، قالَ: وَهلْ رَأَوْا نَارِي؟!! قالوا: لَا، قالَ: فَكيفَ لو رَأَوْا نَارِي؟!!

فقالوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، فيَقولُ: قدْ غَفَرْتُ لهمْ فأعْطَيْتُهُمْ ما سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ ممَّا اسْتَجَارُوا،

فيَقولونَ: رَبِّ فيهم فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إنَّما مَرَّ فَجَلَسَ معهُمْ،
فيَقولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ القَوْمُ لا يَشْقَى بهِمْ جَلِيسُهُمْ” صحيح مسلم.

رياض الجنة

كذلك يشبه النبي صلي الله عليه وسلم مجالس الذكر بأفضل امنيه للمؤمن
فيقول: “إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا”
قالوا وما
رياض الجنة؟؟؟
قال: “حلق الذكر” صحيح الترمذي.

أفضل من عتق الرقاب

أن عتق الرقاب هو من أفضل ما يتقرب به العبد إلي الله، وقد حث عليه الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم أيضا.
ولكن هل تعلم ما فضل مجالس الذكر؟؟؟

قال النبي صلي الله عليه وسلم: “لأن أقعد مع قوم يذكرون الله منذ صلاة الغداة حتَّى تطلع الشمس، أَحَبُّ إليَّ من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل.
ولأن أَقْعُدَ مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، أَحَبُّ إليَّ من أعتق أربعة” سنن أبي داود.

ذكر الله عز وجل منهاج حياة وحسنات لا تنتهي

إن المتأمل في سيرة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم فسيتضح له أن رسول الله جعل ذكر الله منهج حياة فهناك ذكر لكل حال من أحوال حياتنا.

أقسام الاذكار

اذكار تملأ جميع أوقات حياتنا لنكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.

أولا الذكر المقيد

فهو ذكر مقيد بزمان أو بمكان أو بحال معين مثال على ذلك هناك ذكر عند اليقظة، وذكر عند الخروج من البيت، وذكر عند دخول المسجد، واذكر بعد الصلاة، واذكار في الصباح،
وكذلك اذكار عند المساء، وأيضا ذكر عند الخروج من المسجد ثم ذكر عند دخول البيت، واذكار عند الطعام، وذكر عند لبس الثوب ثم اذكار عند النوم.

ثانيا الذكر المطلق

هو الذكر الذي تستطيع أن تقوله في جميع أحوالك
وهذا لنكون مثل من قال الله عز وجل فيهم {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}. [أل عمران:191]
ومن الأمثلة على هذا الذكر

مقالة الاسلام
ذكر الله عز وجل أسهل طريق الي الجنة

كلمات قليلة وحسنات كثيرة

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
“من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مئة مرة.

كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمْسِيَ،
ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه “صحيح البخاري.

قال أيضا: “لأن أقول سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، أَحَبُّ إليَّ مِمَّا طَلَعَتْ عليْهِ الشَّمْسُ” صحيح مسلم.

كذلك قال: “من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حُطَّتْ خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” صحيح مسلم.

وعن جورية قالت: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها حين صلى الصبح، وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى.
فقال: “مازلتِ على الحال التي فارقتك عليها؟!!”
قالت: نعم
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لقد قلتُ بعدكِ أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وُزنتْ بما قلتِ منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته” صحيح مسلم.

ونختم بالصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم
فقد قال:” مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا” صحيح مسلم.

الختام

هذا وان كان هناك توفيق فمن الله عز وجل
لك جزيل الشكر عزيزي القارئ لإكمال المقال إلي الختام
الكاتب عاطف محروص

اترك رد