خطبة الجمعة 2- بشائر النبوة في طفولة النبي محمد

الحمد لله الرحمن الرحيم الغفور الكريم الذي اظهر بشائر النبوة في طفولة النبي محمد خاتم المرسلين ثم أرسل عبده ورسوله إلى الناس أجمعين ليخرجهم من ظلمات الشرك إلى صراطه المستقيم فكان مولده رحمة للعالمين وبعثته نجاة من عقاب الجبار ذي القوة المتين  

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو عز كل ذليل وقوة كل ضعيف وناصر كل مظلوم ومفزع لكل ملهوف سبحانه وتعالى من تكلم سمع نطقه ومن سكت علم سره ومن عاش فعليه رزقه ومن مات اليه منقلبه ليس كمثله شيء وهو السميع العليم
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا محمد رسول الله خاتم الانبياء والمرسلين والمبعوث رحمة وهدى للعالمين هو الرحمة المهداة والنعمة المسداة هو شمس الهداية الربانية ومبعوث العناية الإلهية هو الام الذي علم المتعلمين والفقير الذي بعث الأمل في قلوب اليائسين واليتيم الذي قاد سفينة العالم الحائرة من بحر الشرك والظلمات الى شاطئ الله رب العالمين كان له أخلاق ارق من النسيم وانظر من صفحة الروض الوسيم
أما بعد فيا عباد الله خطبة الجمعة في هذا اليوم ستكون بعنوان بشائر النبوة في طفولة النبي محمد

خطبة الجمعة 2- بشائر النبوة في طفولة النبي محمد
خطبة الجمعة 2- بشائر النبوة في طفولة النبي محمد

العنصر الاول من خطبة الجمعة 2- بشائر النبوة في طفولة النبي محمد

وصف حياة العرب قبل الإسلام

  الحياة قبل الإسلام كانت حياة ظلام وجاهلية يقتل فيها القوي الضعيف لا يعرفون توحيد ولا اسلام ولا سلام بينهم فانتشرت الحروب على اتفه الاسباب ومن أفضل الأوصاف التي وصفت في هذه الفترة ما قاله سيدنا جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك الحبشة

فقال<<أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ وَنُسِيءُ الْجِوَارَ وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ
حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنَ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ وَنَهَانَا عَنْ قَوْلِ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ ، قَالَتْ : فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلَامِ ، فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ مِنَ اللَّهِ عزوجل فَعَبَدْنَا اللَّهَ وَحْدَهُ فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ اللَّه>> كتاب دلائل النبوة للأصفهاني

العنصر الاول من خطبة الجمعة 2- بشائر النبوة في طفولة النبي محمد

بشائر النبوة الخاتمة

دلائل وبشائر النبوة في طفولة النبي محمد تخبرنا بنبوة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الناظر إليها بعد مولده يعلم أنها تبشير بالمولد النبوي لخاتم المرسلين وكانت اول بشائر النبوة الخاتمة

العنصر الاول من خطبة الجمعة 2- بشائر النبوة في طفولة النبي محمد

دعوة الخليل إبراهيم

الخليل ابراهيم ابو الانبياء يبني بيت الله الحرام ثم يدعوا في هذه البقعة المباركة ولمن حولها ومن أفضل هذه الدعوات هي الدعوة بإرسال الحبيب المصطفي لذلك قال رسول الله :” إنِّي عندَ اللهِ مَكتوبٌ بخاتَمِ النَّبيِّينَ وإنَّ آدَمَ لِمُنْجَدِلٌ في طينتِه وسأُخبِرُكم بأوَّلِ ذلك : دعوةُ أبي إبراهيمَ وبِشارةُ عيسى ورؤيا أمِّي الَّتي رأَتْ حينَ وضَعَتْني أنَّه خرَج منها نورٌ أضاءَتْ لها منه قصورُ الشَّامِ”. صحيح ابن حبان

لذلك قال تعالى:{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة :129-127]

كذلك قال تعالي علي لسان عيسي:{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6] 

العنصر الاول من خطبة الجمعة 2- بشائر النبوة في طفولة النبي محمد

حماية الله للكعبة من الهدم

من هذه البشائر ما ورد في الكتاب والسنة من غزو أبرهة الحبشي مكة المكرمة يريد أن يهدم الكعبة أخزاه الله عز وجل واهلك جيشه الذي أراد أن يعتدي على بيت الله الحرام بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول وهذا ما أخبرنا الله عز وجل

لذلك قال تعالي:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ} [سورة الفيل] 

العنصر الاول من خطبة الجمعة 2- بشائر النبوة في طفولة النبي محمد

أقراء ايضا
خطبة الجمعة 1- الاستجابة لله والرسول

قصة حليمة السعدية مع النبي وهو طفل

ايضا هناك بشريات أخرى حينما نتأملها نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له علامات يعرف بها أنه نبي منذ الصغر منها ما حدث ما حليمة السعدية التي أرضعت النبي وهو صغير وقد تكلمت عن بركة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عليها وعلى اهل بيتها فقالت قلت لزوجي سأذهب لأخذ ذلك اليتيم فقال لي على عليك أن تفعلي 

قالت: ذهبت إليه فأخذته، وما حملني على أخذه إلا أني لم أجد غيره، فلما أخذته رجعت به إلى المكان الذي اقمت فيه مع زوجي، فلما وضعته في حجري امتلاء ثدياي بما شاء من لبن، رضع حتى شبع ورضع  معه أخوه حتى شبع، ثم ناما، وما كان ينام ابني قبل ذلك لأن اللبن لا تكفيه، فقام زوجي إلى الناقة تلك فإذا ضرعها ممتلأ، فحلب منها ما شرب وشربت، حتى شِبعَناً، فبتنا بخير ليلة، يقول صاحبي حين أصبحنا: تعلمي والله يا حليمة، لقد أخذت نسمة مباركة،

قلت: والله إني لأرجو ذلك، ثم خرجت وركبت حماري، وحملته معي، فوالله لقطعت بالركب ما يقدر على شيء من حمرهم، حتى إن صواحبي ويقلن لي: يا بنت أبي ذؤيب، ويحك! انتظرينا، أليس هذا حمارك الذي كنت خرجت عليه، فأقول لهن: بلى والله، فيقلن: والله إن له لشأناً.
وهذه تدل علي بركة هذا المولود ومكانته وقدره عند الله تعالى

العنصر الاول من خطبة الجمعة 2- بشائر النبوة في طفولة النبي محمد

بحيرا الراهب مع النبي محمد

ومنها ما حدث مع بحيرا الراهب الذي عرف ان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء وكل هذه مبشرات وإرهاصات تدل على عظم قدر هذا الطفل وقدره

 جاء في كتاب الرحيق المختوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغ اثنتي عشرة سنة ـ قيل: وشهرين وعشرة أيام ـ ارتحل به أبو طالب تاجرًا إلى الشام، حتى وصل إلى بُصْرَى ـ وهي معدودة من الشام، وقَصَبَة لحُورَان، وكانت في ذلك الوقت قصبة للبلاد العربية التي كانت تحت حكم الرومان، وكان في هذا البلد راهب عرف بـ : بَحِيرَى، واسمه ـ فيما يقال : جرجيس، فلما نزل الركب خرج إليهم، وكان لا يخرج إليهم قبل ذلك، فجعل يتخلّلهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم،

وقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين، فقال له أبو طالب وأشياخ قريش: وما علمك بذلك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجدًا، ولا يسجدان إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، وإنا نجده في كتبنا، ثم أكرمهم بالضيافة، وسأل أبا طالب أن يرده، ولا يقدم به إلى الشام، خوفًا عليه من الروم واليهود، فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة. رواه الترمذي وصححه الألباني

ما من يوم جمعه الا وفيه ساعة إجابة فادعوا الله امنه وعسى ان تكون هذه الساعة اللهم انصر الاسلام واعز المسلمين واعلى بفضلك كلمتي الحق والدين وانصر المسلمين المستضعفين في جميع بقاع الارض يا رب العالمين

 وأقم الصلاة