1- تعدد الزوجات في الاسلام بين التقييد والتخصيص

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين
في موضوع تعدد الزوجات في الاسلام بين التقييد والتخصيص نؤمن ان الله تعالي لا يُسئل عما يفعل والخلق جميعا يسئلون منه ولله في خلقه احكام وشئون 
لذلك نجد ان الله يختص برحمته من يشاء وهو عليم بما ينفع العباد فاذا امتن الله علي رسوله بنعمة او اختصه بفضل دون المؤمنين فلا اعتراض ولأعجب ولا استغراب
وكذلك إذا فرض علينا فرض او قيدنا بقيد فليس لنا الا ان نقول سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير 
ولكن هناك دائما حكمة في الفرض او القيد والامر او المنع فتعالوا نتعرف على احكام تعدد الزوجات في الاسلام بين التقييد والتخصيص

1- تعدد الزوجات في الاسلام بين التقييد والتخصيص
تعدد الزوجات في الاسلام بين التقييد والتخصيص

أزواج النبي أمهات المؤمنين

امهات المؤمنين هو لقب وحكم من الله أطلقه تكريما وتعظيم لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبذلك الحكم أصبحوا امهات لجميع المسلمين مثل امهاتهم الاتي ولدنهم في القدر والحكم
لذلك قال الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الاحزاب:6]

عدد زوجات النبي محمد

اختلف العلماء في عدد ازواج النبي صلي الله عليه وسلم على فمنهم من قال إن زوجاته اثنا عشرة بذلك يكون قد ضم السيدة مارية القبطية إلى ازواج النبي صلي الله عليه وسلم ومنهم من قال انهن إحدى عشرة وان مارية القبطية هي ملك يمين.
 ويتضح لنا ان الذي اتفق عليه العلماء من زوجات النبي صلي الله عليه وسلم هن إحدى عشرة زوجة.
 اما الاثني عشر زوجة نجد ان ست منهم من قريش وهن: السيدة خديجة بنت خويلد، والسيدة سودة بنت زمعة، والسيدة عائشة بنت أبي بكر، والسيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب، والسيدة أم سلمة، والسيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان 

أربعة منهم من العرب من وهن: السيدة زينب بنت جحش، والسيدة جويرية بنت الحارث، والسيدة زينب بنت خزيمة، والسيدة ميمونة بنت الحارث. 
واثنتان منهم من غير العرب وهن: السيدة صفية بنت حيي من بني إسرائيل. والسيدة مارية القبطية من اقباط مصر. 
هذا وقد توفيت اثنتان من زوجات النبي صلي الله عليه وسلم في حياته، وهما السيدة خديجة بنت خويلد والسيدة زينب بنت خزيمة.

حديث القران عن تعدد الزوجات في الاسلام

تكلم الله عز وجل عن تعدد الزوجات في الاسلام وعن زواج النبي صلى الله عليه وسلم في القران الكريم ليبن لنا بعض الامور والاحكام الخاصة بالنبي صلي الله عليه وسلم في زواجه ومع زوجاته 
منها قول الله تعالي: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَٰجَكَ ٱلَّٰتِىٓ ءَاتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّٰتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَٰلَٰتِكَ ٱلَّٰتِى هَاجَرْنَ مَعَكَ وَٱمْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِىِّ إِنْ أَرَادَ ٱلنَّبِىُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِىٓ أَزْوَٰجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الاحزاب: 50]

اقراء ايضا
2- حب النبي محمد فرض على كل مسلم
3- قصص عن حب الصحابة للنبي محمد

خصائص وقيود علي النبي في الزواج

في هذه الآية يبين الله تعالى الخصائص التي خص بها رسوله والقيود التي فرضها عليه من دون المؤمنون: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مما أفاء ألله عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ} اول الانواع التي فيها تعدد الزوجات في الاسلام هو الزواج الطبيعي المتعارف عليه بين كل الناس الزواج بالمهر، ثم تحليل ملك اليمين من الايماء وهذا من الأمور المشتركة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المؤمنين جميعا. 
هذا ما احله الله للنبي صلي الله عليه وسلم والمؤمنين في الزواج ثم جاء التقييد للنبي صلي الله عليه وسلم وذلك في حصر المحللات من بنات العم وبنات الخال وبنات العمات والخالات الاقارب للنبي صلي الله عليه وسلم 

يؤخذ من النص أن ما عدا هؤلاء الاربع انواع من الأقارب غير محلل للنبي صلي الله عليه وسلم وفي قوله تعالي {اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ} اضاف الله قيد اخرفي حالة زواجه من هؤلاء ان يكونوا من اقاربه الذين قاموا بالهجرة الي المدينة.
وفي قوله تعالي {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ ٱلنَّبِىُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ} تأتي الخصوصية التي خص الله بها نبيه من دون المؤمنين وهي الزواج من اي امرأة تهب نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم له ان يتزوجها بدون مهر ان اراد ذلك وهذه الخصوصية لم يستعملها النبي صلى الله عليه وسلم طوال حياته فالثابت انه لم يتزوج اي امرأة ممن وهبن أنفسهم له.

اما قوله تعالي {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} يوكد الله ان يعلم ما فرضه على المؤمنين وما يحل لهم وهو أربع زوجات فقط مع ملك اليمين ومع ذلك لا يحل لهم ان يتزوجوا النساء بدون مهر لان هذه خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم فقط من دون المؤمنين.

لذلك نجد ان الفارق في امر الزواج بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المؤمنين هو العدد والنوع فالنبي صلى الله عليه وسلم تحدد له نوع معين من النساء بدون تحديد عدد معين اما المؤمنين فقد تحدد لهم عدد معين بدون تحديد نوع معين فالتبديل بين الازواج مباح للمؤمنين. 

لذلك نجد ان المسلم يستطيع التبديل بين الازواج اما النبي صلى الله عليه وسلم فلا يستطيع ان يفعل ذلك لقول الله تعالي: {لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا} [الأحزاب 52].

وقوله: {خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} اي: أبحنا لك يا أيها النبي ما لم نبح لهم، ووسعنا لك ما لم نوسع على غيرك، {لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ} لان هذه ارادة الله ومنه تفضل على رسوله بها.

القيود التي فرضها الله على المسلمين في الزواج

كما ان هناك قيود فرضة علي النبي في الزواج فهناك ايضا القيود التي فرضها الله علي المسلمين في الزواج فالله أحل للمسلم الزواج من اربعة فقط وهذا كان من القيود التي قيد الله بها المسلمين في بداية الاسلام لان الغالب علي الزواج في الجاهلية انه كان غير مرتبط بعدد فكان الكثير من الناس متزوج من أكثر من اربعة نساء 

فاذا ما أسلم يخبره النبي ان الله أحل له اربعة فقط فعليه ان يختار من ازواجه اربعة ويطلق ما ذاد عن ذلك فكان هذا بالنسبة للحال السابق يعتبر تقييد كذلك قيد الله تعالي المسلمين بقيد اخر هذا القيد هو الخوف من عدم العدل بين النساء ففي هذه الحالة الافضل له ان يتزوج واحدة فقط   

لذلك قال تعالي: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [النساء:3]
ومما يوكد هذا القيد ويوضح العدل المقصود في الآية السابقة ما ذكره الله تعالي في نفس السورة عن عدم امكانية العدل بين النساء ثم نهي عن الميل الشديد
لذلك قال الله تعالي: {وَلَن تَسْتَطِيعُوٓاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَٱلْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا [النساء:129]

الختام 

يفهم مما سبق حكمة الله في خلقه وانه اعد المنهج الاسلامي ليوكب كل المجتمعات وكل الاجيال وكل الازمنة لأنه منهج واسع ويسير وما خير رسول الله بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثم فان كان اثم كان ابعد الناس عنه